تُعد زهور التوليب من أوائل الأزهار التي تُزيّن الحدائق مع حلول الطقس الدافئ. ومع ذلك، بعد إزهارها، لا ينبغي ترك أبصالها في الأرض حتى الموسم التالي. وذلك لأن مادة الزراعة تتفاعل سلبًا مع تقلبات الرطوبة ودرجات الحرارة، كما أنها عرضة للآفات الحشرية والأمراض الفطرية. قبل زراعة هذه الزهور، من المهم فهم كيفية تخزين أبصال التوليب بشكل صحيح حتى الربيع المقبل.
لماذا يتم حفر زهور التوليب؟
السبب وراء ضرورة اقتلاع زهور التوليب سنويًا هو أن النبات يستبدل بصلته كل موسم، إذ يجفّ القديم، وتتشكل عدة بصيلات جديدة مكانه. تُنتج النباتات المتنوعة، بالإضافة إلى بصيلاتها الصغيرة، عدة فروع.
إذا لم تُقتلع زهور التوليب بعد إزهارها، ستبدأ زهور التوليب الجديدة بالتجمع والتنافس على العناصر الغذائية. هذا يُسبب صغر حجم البراعم، مما يمنع النباتات من إنتاج أزهار كبيرة وجميلة. علاوة على ذلك، تُشجع هذه البيئة المزدحمة على نمو أنواع مُختلفة من العفن، مما يُلحق الضرر بالأبصال.
من الأسباب الأخرى لضرورة اقتلاع زهور التوليب أن صيفها الأصلي حار، وأن الأبصال تسخن جيدًا، وهو أمر ضروري لتكوين براعم أزهار جديدة. مع ذلك، لا يسمح مناخنا بتدفئة المادة النباتية في التربة حتى تحت أشعة الشمس المباشرة. علاوة على ذلك، بعد اقتلاع الأبصال، تتاح للبستاني فرصة إضافة العناصر الغذائية إلى التربة لتحسين جودتها وإزالة الأعشاب الضارة.
الأبصال التي لم تُنزع من الأرض تغوص أعمق فأعمق كل عام. بعد بضع سنوات، تجد البراعم صعوبة في اختراق السطح، وعند هذا العمق، تقل الحرارة اللازمة لبراعم الأزهار.

الأوقات والقواعد الموصى بها للحفر
الوقت الأمثل لحفر الأبصال في المناطق المعتدلة هو أواخر يونيو أو أوائل يوليو. تختلف هذه الأوقات باختلاف المناطق المناخية، ولكن هناك علامة يجب الانتباه إليها لتجنب تفويت الوقت المناسب. عندما تتحول الأوراق إلى اللون الأصفر لأكثر من ثلثي طولها، تُزال مادة الزراعة من التربة. بحلول هذا الوقت، تكون البصيلات الصغيرة قد توطدت بالفعل، والبصيلات الصغيرة ملتصقة بها بقوة.
في الخريف، يتم إعادة زراعة المواد المستخرجة في أحواض الزهور؛ ويتم تنفيذ هذا العمل من نهاية سبتمبر إلى منتصف أكتوبر.
لضمان تخزين المصابيح بشكل جيد في المنزل، يجب حفرها وإعدادها بشكل صحيح:
- ينصح الخبراء بالقيام بالعمل عندما تكون التربة جافة ومتفتتة.
- يتم استخدام مذراة للحفر حتى لا تتلف مادة الزراعة.
- إنهم يستولون على جزء من التربة، بعيدًا قليلًا عن الزهور.
- إذا لم تذبل السيقان بعد، يتم هز التربة بعناية عن البصيلات، ولا يتم قطع الجزء الموجود فوق الأرض؛ فهو لا يزال يحتوي على العناصر الغذائية التي سيعطيها للبصيلات.
- إذا تم تنفيذ العمل في طقس ممطر وكانت التربة رطبة، يتم غسل مادة الزراعة تحت الماء الجاري وفحصها بحثًا عن التلف وعلامات المرض.
يتم إيقاف سقي الزهور قبل أسبوع من العمل المخطط له.
كيفية تحضير المصابيح للتخزين
ولضمان بقاء مادة الزراعة سليمة حتى الزراعة التالية، يجب تحضير المصابيح بشكل صحيح وخلق ظروف مواتية في الغرفة التي سيتم تخزينها فيها حتى الخريف.
المعايرة والرفض
بعد استخراج الأبصال من الأرض، تُفحص. تُستبعد أولاً العينات المصابة وتلك التي تظهر عليها علامات التعفن أو تلف الحشرات. ستُصيب هذه المواد الزراعية زهور التوليب المتبقية أثناء التخزين. بعد ذلك، تُصنف الأبصال، وتُفصل الأبصال الكبيرة عن الصغيرة، وتُفرز الأبصال الصغيرة بشكل منفصل. يتم ذلك لأن مواد الزراعة الصغيرة تُزرع على عمق أقل من الكبيرة.
تجفيف
لتجفيف المادة المستخرجة مسبقًا، استخدم صناديق ذات قواعد شبكية. تُرص الأبصال في طبقتين أو ثلاث طبقات، وتُغطى لحمايتها من أشعة الشمس والمطر. تُترك المادة لتجف لمدة يومين أو ثلاثة أيام.

بعد هذا الوقت، يتم إزالة القشور الجافة من البصيلات ويتم قطع السيقان، كما يتم تقليم الجذور القديمة.
العلاج بالمطهرات
بعد التجفيف، تُعالَج أبصال التوليب بمطهر. يُستخدم لهذا الغرض برمنجنات البوتاسيوم بتركيز 0.5%. تُنقع الأبصال في المحلول لمدة 30 دقيقة. يحمي هذا العلاج زهور التوليب من الأمراض ويزودها بالمنجنيز، وهو عنصر أساسي لبراعم كبيرة ونابضة بالحياة.
شروط التخزين طويل الأمد
للحفاظ على صحة بصيلات الزهور حتى زراعتها، من المهم توفير الظروف المناسبة. ومن أهم هذه الظروف الإضاءة المنخفضة، ودرجة حرارة مستقرة دون تقلبات، ورطوبة منخفضة.
الحاويات والمباني
لتخزين مواد الزراعة، يُنصح باستخدام سلال من الخوص أو صناديق خشبية. ضع الأبصال في طبقة واحدة، ثم رشّها بنشارة الخشب أو الفيرميكوليت لحمايتها من الرطوبة الزائدة.
في حال وجود قوارض في منزل خاص، يُنصح بوضع مواد زراعة التوليب في أكياس شبكية وتعليقها في السقف. لا يُنصح بتخزين الأبصال في صناديق كرتونية أو أكياس بلاستيكية قبل الزراعة. ففي الحالة الأولى، تصاب الصناديق بالرطوبة بسرعة، مما يؤدي إلى ظهور العفن. كما أن الأكياس تفتقر إلى التهوية، فتبدأ الأبصال بالتعفن.
خزّن حاويات مواد الزراعة في شرفة معزولة أو في مخزن. في المنزل الريفي، يُعدّ القبو أو القبو الجاف مكانًا مناسبًا. الأهم هو الحفاظ على درجة حرارة ثابتة هناك.
درجة الحرارة والرطوبة
يجب أن تتراوح درجة حرارة التخزين بين ٢٤ و٢٨ درجة مئوية. إذا لم تكن الأبصال مُخططة للزراعة في الخريف، فخفّض درجة الحرارة تدريجيًا إلى ١٢-١٥ درجة مئوية. يجب ألا تتجاوز نسبة الرطوبة في منطقة التخزين ٦٠٪، وإلا ستتطور أمراض فطرية تُلحق الضرر بالأبصال. تهوية الغرفة التي تحتوي على مادة الزهرة بشكل دوري.

التحكم في مواد الزراعة
تُفحص الأبصال المُخزّنة دوريًا بحثًا عن علامات المرض أو تلف الآفات. في حال وجود أبصال مريضة، تُرمى لمنعها من إصابة مواد الزراعة السليمة. إذا ذبلت الأبصال من الجفاف، رشّ الماء في الغرفة لزيادة الرطوبة. يُنصح بتخزين الأبصال ذات الأحجام المختلفة والمواد النباتية المختلفة بشكل منفصل.
ما هي الصعوبات التي يمكن أن تنشأ عن التخزين غير السليم؟
عادةً ما تنشأ المشاكل عند تخزين زهور التوليب بشكل غير صحيح. فإذا كانت الرطوبة ودرجة الحرارة مرتفعتين جدًا، تتعفن الأبصال أو تنبت قبل أوانها. كما أن جفاف الهواء المفرط يضر بالمادة المزروعة، مما يؤدي إلى ذبولها وموتها. لا ينبغي أبدًا وضع زهور التوليب المريضة والصحية معًا، لأن الأمراض الفطرية تنتشر بسرعة وتؤدي إلى موت أبصال التوليب.

















