يواجه العديد من مزارعي الخضراوات تساؤلاً حول كيفية زراعة الطماطم دون ريّها خلال موسم النمو مع تحقيق محصول وفير. لزراعة الطماطم بكمية محدودة من المياه، تُستخدم طرق تراعي الخصائص البيولوجية للنبات.
تأثير الرطوبة على نمو الطماطم
لا يستطيع البستانيون وسكان الصيف، المنشغلون غالبًا بمسؤوليات أخرى، التحكم دائمًا في مواعيد ريّ الطماطم. هذا المحصول حساس لنقص الرطوبة.

تتطلب زراعة الطماطم دون ريّ عدة ظروف تُحفّز النبات على الحصول على الماء. حتى مع الريّ غير المنتظم، إذا كانت التربة السطحية رطبة، سينمو نظام الجذور بشكل سيء.
هذا لأن الجذور لا تحتاج إلى مصدر مياه بمفردها؛ إذ يتوفر الكثير من الماء لنمو الكتلة الخضراء. ونتيجةً لذلك، يتأخر نمو نظام الجذور حتى عقد الثمار ونضج الحصاد.
برشّ الماء على الجذور، يُحفّز المحصول على الريّ بشكل مصطنع. تبدأ الطماطم المزروعة دون ريّ بالبحث عن الرطوبة المطلوبة في أعماقها، مما يُؤدي إلى نموّ نظام جذريّ كبير وقويّ.
بعد ذلك، تحصل شجيرة الطماطم المزروعة على ريّها الخاص، ولا تحتاج إلى ريّ إضافي. يبدأ النبات بالنموّ بثقة، ويزوّد نفسه بكلّ ما يحتاجه للنموّ، ويُنتج المزيد من الثمار.
الزراعة الأفقية للمحاصيل
تتطلب زراعة الطماطم دون ريّ زراعة الشتلات بشكل صحيح وخطوات محددة. عند زراعة الطماطم في دفيئة أو أرض مفتوحة، قصّ نصف الأوراق. ابدأ من الأسفل، ثم قصّها حتى تصل إلى منتصف الشتلة تقريبًا.
يُنفَّذ هذا الإجراء مُسبقًا، قبل ٧-١٤ يومًا من نقل الشتلات إلى موقعها الدائم. يُتيح هذا للنبات وقتًا للتعافي من الصدمة. يُنصح بحفر خندق في حوض الحديقة يتسع لعدة نباتات.
يجب أن يكون الأخدود بعرض المجرفة وعمق 18-20 سم. يمكنك أيضًا حفر حفرة مستطيلة للشجيرات الفردية. أضف 5-8 لترات من السماد المُجهز لكل نبتة في الحفر المُجهزة.

إذا لم يتوفر سماد عضوي متعفن، يمكنك استخدام قصاصات العشب أو أوراق العام الماضي. إضافة السماد المعدني إلى الحُفر غير ضرورية.
العناصر الغذائية الدقيقة الموجودة في التربة والسماد كافية لتغذية النباتات. وحسب نوع التربة، يمكن إضافة مكونات معدنية وفقًا لتوصيات الشركة المصنعة.
قبل زراعة الشتلات، ضع سمادًا مكونًا من رماد الخشب وبرمنجنات البوتاسيوم. اخلط الخليط جيدًا داخل الخندق، واسق الشتلات بمعدل 5 لترات لكل نبتة. بعد امتصاص الرطوبة، ضع الشتلات أفقيًا، مع ترك مسافات بينها.

لتسهيل تكيف النبات، يُنصح بإعادة زراعته مع كتلة جذره. وإلا، ستحتاج إلى مساعدة نظام الجذر على الالتصاق بالتربة. للقيام بذلك، خذ كمية صغيرة من التربة وخففها بكمية قليلة من الماء حتى تصبح قوامها مثل الكريمة الحامضة السميكة.
تُغمر الجذور في هذا المحلول، ثم تُرشّ بالتربة. ثم تُوضع الشتلة في الحفرة وتُغطى بطبقة من التربة بسمك 5 سم. لا تُحبّ الطماطم أن تلامس أوراقها الأرض، لذا يُربط الساق بدعامة. تُوضع الدعامة بزاوية قائمة على النبات.
يُنصح بزراعة الطماطم باتجاه الشمال. بعد الزراعة، اسقِ كل شجيرة بخمسة لترات من الماء الدافئ. عند هذه النقطة، تُعتبر جميع الخطوات اللازمة مُكتملة.

بعد الزراعة، يُلاحظ أن النبات لا يذبل تحت أشعة الشمس في الأرض المفتوحة. عندما تتبخر الرطوبة تمامًا في الحفرة، تبدأ الأوراق بالذبول وفقدان لونها. في هذه المرحلة، من المهم التحلي بالصبر وتجنب الإفراط في ري الشتلات.
خلال هذه الفترة، تسعى الطماطم للبقاء، ويتعمق نظامها الجذري بحثًا عن الماء. بعد سبعة أيام من النضال من أجل البقاء، يستأنف نمو الساق، وتبدأ الشجيرات في اكتساب أوراقها. في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ستقوى الطماطم وتبدأ في النمو لتصبح غابات طماطم كثيفة.
الترتيب الرأسي للنباتات
هذه الطريقة مناسبة للشتلات التي تنمو جذورها للأسفل ولم تتفرع للخارج. الطريقة الأمثل لزراعة هذه الشتلات هي زراعتها في أكياس بلاستيكية.
قبل زراعة الشتلات بهذه الطريقة، ستحتاج إلى تحضير المواد اللازمة. للقيام بذلك، قصّ الغلاف البلاستيكي إلى شرائح بحجم ورقة عادية. انثر ملعقة أو ملعقتين كبيرتين من التربة على الشريحة المفتوحة، ثم ضع الشتلة، ثم غطّها بنفس الكمية من التربة.
تُطوى الورقة من الأسفل وتُلفّ على شكل أنبوب. والنتيجة حاويات طويلة تُوضع عموديًا داخل الحاويات.

لزراعة الشتلات، يمكنك استخدام أكواب طويلة، ولكن استخدام ما يسمى بـ "الحفاضات" المصنوعة من البولي إيثيلين يتطلب كمية ضئيلة من التربة.
على عكس الأكواب العادية، تصل جذور الطماطم إلى القاع أثناء نموها. بعد ذلك، يمكنك فتح قاع الكيس وإضافة المزيد من التربة، ثم لفّ الغلاف البلاستيكي مرة أخرى داخل الكوب، ولكن بدون القاع.
قبل الزراعة، افرد الغلاف البلاستيكي وازرع النبات مع التربة. هذه الطريقة تمنع تلف نظام الجذور. في هذه الحالة، لزراعة الطماطم دون ري، جهّز حفرًا بعمق 25 سم على الأقل.

ضع بعض السماد العضوي المتحلل جيدًا في قاع الوعاء، وأضف 5 لترات من الماء. هذه الكمية من السائل ستُشبع التربة تمامًا، مما يدفع الجذور للبحث عن الماء تلقائيًا.
في هذه الحالة، تُوضع الشتلات عموديًا تمامًا لمنع تلف الجذر المركزي أو انحناءه. في حال كسره عن طريق الخطأ، سيستمر في النمو في طبقة التربة السطحية.
بعد الزراعة، اسقِ كل شتلة بخمسة لترات من الماء. ومن توصيات العناية الإضافية تشجيع النبات على البحث عن الماء بنفسه. المبدأ الرئيسي هو عدم تبليل الطبقة العليا من التربة.
آراء وتوصيات مزارعي الخضروات
تتطلب زراعة الطماطم دون ريّ الحفاظ على رطوبة ثابتة في التربة السطحية. يُمنع جفافها بالتغطية. تُستخدم ألياف سوداء غير منسوجة لهذا الغرض.
عند زراعة الطماطم في دفيئات خاصة، يغطّي بعض مزارعي الخضراوات التربة بطبقات متعددة من ورق الجرائد. وتُستخدم مواد عضوية (أوراق العام الماضي، نشارة الخشب، العشب) كغطاء. أما عند استخدام القش أو العشب، فيلزم وضع طبقة من الغطاء لا تقل عن 10 سم.
تتميز الطماطم المزروعة دون ري، باتباع نصائح زراعة ناجحة تراعي خصائص المحصول، بنكهتها المميزة. ويشير من جربوا هذه الطريقة في زراعة الطماطم إلى أن أصعب ما في الأمر هو التغلب على الحاجة إلى ري النباتات.

يشاركنا البستاني أ. أ. كازارين من بسكوف بخبرته الطويلة: "أزرع الطماطم باستخدام طريقة لا مثيل لها في العالم. في ذلك الوقت، لم أستطع تسجيل براءة اختراع لهذا الاختراع، فاكتفيت بنشره في الصحف. جوهر هذه الطريقة هو تجنب الري، الذي يُجبر الجذور على البحث عن الرطوبة. المحصول في هذه الحالة أعلى من النباتات المروية."
يُشير مُزارع الخضراوات إلى أن الأمور ليست بهذه البساطة التي تبدو للوهلة الأولى. فمع الزراعة التقليدية، وخاصةً في البيوت البلاستيكية، قد لا تتحمل النباتات الظروف القاسية، ولكن هذا استثناء نادر.
تعتمد هذه الطريقة على الخصائص البيولوجية للطماطم، والتي يوضحها البستاني بتجربة. يُقطع غصن من نبتة طماطم، ويُزرع في منتصف الساق، ويُروى من الأعلى لضغط التربة السطحية وترطيبها.
لن يجفّ الساق، بل ستتكوّن عليه الجذور مع مرور الوقت، وسينمو النبات بشكل طبيعي. يحدث هذا لأن الجزء المدفون من الساق سيحلّ محلّ وظيفة الجذر عند زراعته.











