نباتٌ مفيدٌ معروفٌ في الطبيعة، يُمكن استخدامه في مستحضرات التجميل، وصناعة الأغذية، والطب الشعبي. يُسمى زعتر الليمون؛ ولا تتطلب زراعته جهدًا بدنيًا كبيرًا، وتُحقق فوائدَ إيجابيةً فقط بعد الاستخدام. يُعرف أيضًا باسم الزعتر البري. وهو مزيجٌ بين زعتر البراغيث والزعتر الشائع.
الزعتر الليموني: الوصف
يُشتق اسم الزعتر الليموني من رائحته الزكية. ولا تقتصر رائحة الليمون على الأزهار فحسب، بل تشمل أيضًا البتلات والسيقان.
يمكن أن ينمو هذا النوع من الزعتر مستقيمًا أو منتشرًا. ساقه مغطاة بأوراق صغيرة كثيفة منحنية للداخل. وزُيّن الجزء العلوي من الساق بأزهار جرسية الشكل، تُشكّل نورة تشبه السنبلة.
الزعتر الليموني نبات معمر ينمو طبيعيًا. مع ذلك، تُعدّ ظروف درجة الحرارة مهمة، فهو لا يتقبل البرد القارس. في الشتاء، يُنصح بتغطيته، فهو لا يتحمل سوى درجات حرارة تصل إلى -18 درجة مئوية. إذا تُرك مكشوفًا طوال الشتاء، فسينمو لمدة عام واحد فقط ثم يموت.

أصناف الزعتر الليموني
هناك أكثر من 400 نوع من الزعتر. وهذا ليس مفاجئًا، فهناك أربعة أنواع شائعة من الزعتر برائحة الليمون. كلٌّ منها يستحقّ دراسةً مُعمّقة.
وادي دونا
ينمو هذا النوع من الزعتر الليموني لسنوات. يتراوح ارتفاع السيقان المزهرة بين 15 و30 سم. أوراقه بيضاوية أو بيضاوية الشكل، صغيرة الحجم، ولونها أخضر داكن، وبقع صفراء على سطحها.
أزهارها بنفسجية، وأحيانًا ذات مسحة وردية. رائحة الليمون ليست قوية، لكنها تزداد قوةً عند فرك أي جزء من الزعتر.
يزهر الزعتر من يونيو إلى يوليو. يتميز النبات بمقاومته للجفاف، لكنه لا يتحمل ركود الماء، خاصةً لفترات طويلة. يتميز زعتر دونا فالي بقدرته على ملء المساحات الفارغة بسرعة، مما يُضفي عليه لمسةً من الفخامة.
يُستخدم زعتر دونا فالي ليس فقط كنبات زينة، بل أيضًا كمزيج من التوابل، مما يضفي عليه نكهة مميزة. ويتماشى جيدًا مع الأسماك واللحوم.

الملكة الفضية
يتميز هذا الصنف من الزعتر الليموني بمظهره المميز. ليس مُلفتًا للنظر. أوراق "سيلفر كوين" ذات حافة بيضاء. يصل ارتفاع السيقان إلى ٢٠ سم، بينما يصل طول السويقات إلى ٣٠ سم.
تنمو زهرة الملكة الفضية أيضًا على شكل سجادة، لكن لها درنات بارزة. يصل عرض هذا النبات المعمر إلى 80 سم. أزهاره بنفسجية اللون. رائحته مزيج من نكهات الكراوية واليانسون والليمون. هذا المزيج يجذب النحل، لذا يجب مراعاته عند الزراعة.
زيت الملكة الفضية مفيدٌ جدًا ليس فقط في التجميل، بل يُستخدم أيضًا في الطب. على سبيل المثال، يُستخدم مستحضر الزعتر لعلاج الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية. تساعد الكمادات المصنوعة من الأوراق أو السيقان في علاج النقرس والتهاب المفاصل والكدمات، وتخفف الألم. يُعزز زيت الملكة الفضية التئام الجروح ويُعالج حب الشباب.

دوارف الذهبي
هذا الصنف بنفس ارتفاع أصناف الزعتر الليموني الأخرى، لكن لونه أخضر زاهي. يبلغ طول أوراقه سنتيمترًا واحدًا، وأزهاره وردية اللون وصغيرة جدًا. يتميز الزعتر الذهبي بميزة فريدة: يزهر من يونيو إلى أغسطس.
يتميز نبات "الدوارف الذهبي" بقدرته العالية على الإنبات. فهو يتحمل الصقيع الشديد ولا يحتاج إلى إضاءة كافية. كما أنه مقاوم للآفات والأمراض. ولنموه الناجح، لا يحتاج إلا إلى تربة خصبة.

بيرترام أندرسون
يُستخدم نبات بيرترام أندرسون لأغراض الزينة. يتميز بقصر قامته، وعندما يصل إلى ارتفاع السجادة، لا يتجاوز عشرة سنتيمترات.
يتميز هذا النوع من الزعتر بأزهار أرجوانية فاتحة. وتحتفظ أوراقه بلونها الذهبي طوال الموسم. النبات سهل النمو، ويفضل التربة المحايدة.

زراعة الزعتر من البذور في الأرض المفتوحة
للبدء على نطاق واسع زراعات الزعترللبدء، عليك تحضير الشتلات. ستحتاج إلى بذور متوفرة في أي محل لبيع الزهور. تُزرع البذور الجاهزة عادةً في منتصف مارس. تُخلط مع رمل النهر (بنسبة ١:٣)، ثم تُنثر على سطح التربة (النوع المُستخدم للصبار مناسب). تُخلط التربة السوداء (حوالي ثلثها) مع هذه التربة.
لا حاجة لدفن البذور في التربة؛ فقط رشّها برفق بالرمل، ثم رشّها بالماء من زجاجة رذاذ. غطِّ سطح البذور بالكامل بالزجاج. خزّن البذور في مكان جاف وجيد الإضاءة.
ملحوظة: يتم الاحتفاظ بالشتلات داخل المنزل لمدة تتراوح بين 60 إلى 70 يومًا.
عند ظهور الشتلات، يُنصح بخفض درجة حرارة البيئة التي تُزرع فيها المحاصيل بضع درجات. كما يجب إزالة الغطاء، ورش الشتلات نفسها بزجاجة رذاذ عندما تبدأ التربة المُجهزة بالجفاف.
في النصف الثاني من شهر مارس، تُزرع الشتلات في أرض مفتوحة. يجب أن يكون الحوض في مكان مشمس. يُفضل تجنب الزراعة في الظل، لأن تربته ستصبح حمضية بسرعة، وسيموت الزعتر. يُفضل أن تكون التربة محايدة أو قلوية، وفي الوقت نفسه خصبة. من المهم تحضيرها جيدًا: تأكد من أنها جيدة التصريف، فهذا يُحسّن تدفق الماء عبر الجذور.
بشكل عام، يُنصح بتحضير التربة في الخريف. هذا هو الوقت المناسب لاستخدام السماد. السماد العضوي ممتاز. إذا لم يتوفر لديك، أضف سمادًا يحتوي على الفوسفور والبوتاسيوم. تذكر أيضًا إزالة جذور أي نباتات كانت تنمو سابقًا في المنطقة. يُزرع الزعتر على مسافة ٢٠-٢٥ سم بين كل شتلة. اترك مسافة أكبر بين الصفوف، حوالي ٤٠-٥٠ سم.

زراعة نبات في المنزل
زرع الزعتر في وعاء يمكنكِ استخدامه أيضًا، فهو يُساعد على تزيين الغرفة. كما أن درجة حرارة الغرفة مثالية للزعتر.
للزراعة، ستحتاج إلى أصيص زهور لا يزيد قطره عن 15 سم. غطِّ قاعه بمادة تصريف (يكفي سمك 3 سم). بعد ذلك، جهّز التربة كما هو موضح في الخطوة السابقة. بعد ذلك، انثر البذور ببساطة على التربة المُجهزة في الأصيص، ثم غطّها بنصف سم من التربة، ثم رشّها بالماء، وغطّها بالزجاج. تجنب تعريض الشتلات لأشعة الشمس المباشرة.
يتميز الزعتر بمعدل إنبات مذهل، لذا عند ظهور البراعم، أزل الكوب. اسقِ النبات باعتدال، فهو يتحمل الجفاف جيدًا. اسقِ الطبقة العليا فقط عندما تجف تمامًا. بعد شهرين، اترك الشتلات الأكبر حجمًا فقط في الأصيص. انزع الشتلات المتبقية.
نصيحة: لضمان نمو الزعتر بغزارة ووفرة في أصيص، امنعه من الإزهار. لتجنب ذلك، قلّم الأوراق قدر الإمكان.
العناية بالنباتات
لضمان نمو الزعتر بشكل جيد، عليك اتباع القواعد التالية:
- قم بفك التربة. هذا سيمنع ركود الماء عند الجذور ويسمح بنفاذ المزيد من الأكسجين.
- لا تسمد إلا عند تحضير التربة. أما الزعتر، فلا حاجة للتسميد أثناء نموه.
- يُنصح بالتقليم إما في أوائل الربيع أو بعد انتهاء إزهار النبات. في هذه المرحلة، يُنصح بتقصير البراعم بمقدار ثلثي طولها، فور بدء تصلبها. هذا ضروري لضمان بقاء الشجيرات كثيفة.
أما بالنسبة للري، فيجب أن يتم ذلك على فترات متباعدة قدر الإمكان، لأن النبات يتكيف مع الجفاف بشكل أفضل بكثير من الرطوبة العالية.

حصاد
لا تُحصد أوراق الزعتر بشكل منفصل. يُقطع الجزء العلوي، بما في ذلك الساق والأوراق والأزهار. يجب ترك جزء من النبات سليمًا، أي أن الساق يجب أن يكون مكشوفًا. يجب عدم قطف النبات، وخاصةً من الجذور، وإلا سيموت بسرعة. يجب حصاده فور بدء إزهاره، والذي يحدث عادةً في أغسطس.
يُجفف الزعتر عند الحصاد. لا يُغسل خلال هذه الفترة لأنه سيتعفن. الغسل ضروري فقط إذا كنت تنوي تجميده. هذا نادر جدًا، لذا فهو استثناء.
يمكن تجفيف الزعتر في رفوف تجفيف خاصة أو بتعليقه في غرف دافئة ومشمسة. يجب أن يكون التعليق قريبًا من السقف. بالإضافة إلى درجة حرارة دافئة، يجب تهوية الغرفة جيدًا، ولكن دون تيارات هوائية. وإلا، فلن يجف الزعتر جيدًا وسيتعفن.
هناك عدة عوامل تشير إلى أن الزعتر جاف وجاهز للاستخدام كتوابل أو دواء. أولًا، تبدأ سيقان النبات بالتفتت. ثانيًا، تغمق الأوراق، لكن لونها الأصلي سيظل واضحًا. ثالثًا، عند لمس حزمة من الزعتر المجفف، يُصدر صوت حفيف مميز، وتتساقط بعض أوراقه.
خاتمة
الزعتر مفيدٌ جدًا. يُمكن استخدامه لأغراضٍ متعددة في آنٍ واحد: طبي، وزخرفي، وكمُضافٍ غذائي. لذلك، من الضروري حفظه. وأخيرًا، تجدر الإشارة إلى أن الزعتر المجفف يُحفظ جيدًا في عبواتٍ زجاجية لمدة تصل إلى عامين.











